السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يدعم العمال المضربين في بريطانيا
السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يدعم العمال المضربين في بريطانيا
قدم السيناتور التقدمي الأمريكي بيرني ساندرز دعمه، الأربعاء، للعمال البريطانيين المضربين، داعيا إلى تضامن عالمي مع تزايد عدم المساواة، ليضيف بذلك بعدا دوليا إلى الضغط المتزايد من أجل زيادة الأجور في المملكة المتحدة.
وانضم البرلماني المستقل النافذ وأحد أصوات اليسار المهمة في الولايات المتحدة وخارجها إلى تجمع حاشد لأعضاء نقابة عمال سكك الحديد والبحرية والنقل (آر إم تي) في وسط لندن مساء الأربعاء، وفق فرانس برس.
وتزامن التجمع الذي نظم خارج مقر "مؤتمر نقابات العمال" (تي يو سي) مع إضراب لعمال البريد وموظفي الاتصالات وصحفيين وقطاعات أخرى.
وقال ساندرز أمام الحشد الذي استقبله بحفاوة: "أريد أن أعبر لكم عن إيماني بأن ملايين العمال في جميع أنحاء هذا البلد فخورون بما تفعلونه وفخورون بكفاحكم من أجل العدالة ونحن نقف معكم".
وبعدما قارن بين التفاوت في الأجور في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، دعا ساندرز إلى التضامن بينما تتقلص الطبقة الوسطى في البلدين وفي أي مكان آخر بشكل متزايد مع ارتفاع معدلات التضخم في العالم المتقدم.
وقال ساندرز: "على العاملين في جميع أنحاء العالم أن يقفوا معا ويقولوا لأثرياء السلطة إنهم لا يستطيعون الحصول على كل شيء".
وتشهد بريطانيا ارتفاعا في تكاليف المعيشة مع بلوغ التضخم أعلى مستوى يسجله منذ 40 عاما وهو 10,1% وارتفاع أسعار الطاقة.
وتتوقع مجموعة "غولدمان ساكس" الاستثمارية أن يتجاوز ارتفاع الأسعار 20% اعتبارا من أوائل العام المقبل إذا ظلت أسعار الغاز بالجملة مرتفعة.
وتزايدت حركات الاحتجاج منذ أشهر وامتدت من قطاعي السكك الحديد والطيران إلى الخدمات البريدية والاتصالات وحتى المحامين الجنائيين.
وحاليا تجري مشاورة عمال الخدمات الصحية، بما في ذلك الممرضات والأطباء المبتدئون للإضراب عن العمل.
وأعلنت نقابة العاملين في قطاعي النقل والسفر (تي إس إس إيه)، الأربعاء، عن إضراب لسائقي القطارات لمدة 24 ساعة في 26 و27 سبتمبر.
وسيتزامن هذا الإضراب الذي يهدف إلى المطالبة بتحسين الأجور والأمن الوظيفي وشروط العمل مع الأيام الأخيرة للمؤتمر السنوي لحزب العمال الذي يعقد في ليفربول.
وقالت النقابة في بيان إنها "ستسعى للحصول على دعم مندوبي المؤتمر والنواب للانضمام إليهم في خط الاعتصام، لإظهار التضامن في محاربة أزمة المحافظين المتمثلة بارتفاع تكاليف المعيشة".
وانتقدت النقابات التي تعد من الجهات المانحة الرئيسية لأكبر حزب معارض في البلاد، زعيمه كير ستارمر لدعمه الفاتر للعمال المضربين.
ولم تشهد بريطانيا إضرابات بهذا الحجم منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما سعت رئيسة الوزراء المحافظة مارغريت تاتشر إلى إضعاف النقابات في إطار سياسة اقتصاد السوق الحرة.
وقتها، أطلق على التحرك اسم "صيف السخط"، في إشارة متعمدة إلى "شتاء السخط" الذي شهد من 1978 إلى 1979 موجة إضرابات للقطاع العام قبل وصول تاتشر إلى السلطة.
ولم يفعل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي سيترك منصبه الأسبوع المقبل، الكثير لمعالجة الأزمة منذ أن أعلن استقالته في يوليو.
والأسبوع الماضي، أبلغت الأسر أنها ستواجه زيادة بنسبة 80% في فواتير الطاقة، مما أثار مخاوف من عجز الملايين عن تسديدها.
ويفترض أن يعلن عن خليفة جونسون الاثنين، بينما تبدو وزيرة الخارجية ليز تراس الأوفر حظا في الفوز على وزير المالية السابق ريشي سوناك.
ورفضت تراس تقديم مساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها، بينما يؤيد سوناك الدعم الحكومي المباشر.